قصص واقعية ومؤثرة للتوبه وحقيقه وتعتبر توبه من اهم شغلات التي يلجا اليه الانسان الي
الله..
من إعتقد أن باب التوبة يغلق قبل طلوع الشمس من مغربها فقد أساء الظن بالله.
ومن إعتقد أن هناك ذنب لا يشمله أرحم الراحمين فقد أساء الظن بالله ، ومن
يأس من روح الله أن يقبله بعد
أن أدبر وولى ، وسعى في الدنيا وابتعد عن الله. من اعتقد هذا الإعتقاد فقد
عبث الشيطان بقلبه
القصة الأولى :
رجل من أهل السعودية ، كان يسكن قريب من البيت الحرام ، قرر الذهاب إلى
فرنسا لإكمال
دراسته هناك لكنه تمنى قبل ذهابه أن لا يترك البيت العتيق، كلما رأى الكعبة ضرفت
عيناه شوقاً وهو بين يديها ، أحب مكة لكنه أراد أن يواصل الدراسة فخرج وودع
أهله وودعوه.
وصل إلى فرنسا ووصل إلى المعهد الذي سيدرس فيه اللغة الفرنسية، أقلقه ما رأى من
العري ومن نحر للحياء والعفاف ، ومن البلاد التي لا تعرف للفضيلة اسماً. وهو الذي
تربى في حدائق
الفضيلة ، كان يغض الطرف والنظر ويخشى معصية الله .. دخل المعهد فإذ بجواره طالبات
كاسيات عاريات .. أغمض العين ،
احمرت وجنته حياء .. لكنه أراد أن يتحدث معهم بدعوة تقوية اللغة والتعرف على الوسط
الذي سيعيشه فيه .. وفعلا لحظة ، ونظرة ، وابتسامة ، وموعد حتى وقع في
حب فتاة منهم ..
ابتدأت تعبت في قلبه ، وابتدأ لا يصبر عنها ، وابتدأت إذا غابت عنه لربما
سح الدمع شوقاً إليها ، عشقها وتقرب منها ، ثم أخبرها أنه مسلم. قالت هذا
الدين هو الذي سيعوق بيني وبينك ،
ولكن علاقته مع هذه الفتاة استمرت رغم اختلاف في الدين ، وما كان منه أنه
خلى بها ووقع منه الجريمة الكبرى وهي خطيئة الزنا. ثم بعد أيام باتت الليالي الحمراء
ثم انتقلوا يوما من الايام جمع من النساء التي وقع في أوحالهن يدعونه إلى الكنيسة
.. ” غدا سنذهب إلى الكنيسة
هل لا صحبتنا ؟.. وهناك يصحبهم ، ولما تردد في الدخول إلى الكنيسة قالوا :
إن صكوك الغفران هنا ، وهناك اعتراف بالذنب عند القسيس. إن ديننا دين يسمح لك
أن تفعل كل شيء. فأقنعوه
وفي أرض الكنيسة كفر بما أنزل على محمد ، وتأتي امرأة شقية منهن وتلبسه الصليب
حول رأسه ثم يغمض العين ويبدأ يشير بإشارة الثالوث النصراني وخرج من الكنيسة بلا دين.
ترك الاتصال بأمه ، استوحشت أمه ، وبعد سنين من الدراسة أراد أن يذهب في
إجازة إلى أمه التي أحرقت جواله بالاتصال. لكنه لا يرد. وصل إلى المطار فأذهلهم أن
لباسه تغير وظاهره تغير
وما علموا أن الباطن كذلك تغير ، نعم دعوه إلى الصلاة. قال : هي حرية
شخصية ولن أصلي .. حاولت أمه ، حاول أخوانه ولا زال هكذا حتى اكتشفت أخته
الصليب في صدره فبكت وذهبت وأخبرت أمها.
أمه أخذته يوماً وقالت له كنت تحب البيت الحرام، هيا بنا إلى البيت العتيق ولكنه
كره ، فأقسمت عليه فذهب وأوقفها قريباً من الحرم فنزلت وحاولت أن ينزل فرفض، فإذا
به يضجر ويبكي لأمه قائلاً لن أنزل. وهنا خرجت أمه إلى البيت الحرام لتدعو له.
وبينما هو غارق في أحزانه وكفره فإذا بالآذان يصدح الله أكبر الله أكبر ثم فجأة
إنتفض، تفجرت عيونه، حرك مكامل التوحيد في قلبه ، خرج من سيارته ، ثم ذهب
إلى المغاسل فإغتسل ،
لحق على أخر الصلاة وبكى ، عاد إلى السيارة وإذا بالأم عندها ضمته ثم ضمها
، عاد إلى التوحيد وترك بلاد الكفر ، وعشق الصلاة والسجود والركوع .. عاد إلى
الله ، قبله الله .. والدليل أنه الآن من أفضل الناس دعوة إلى الله.
القصة الثانية :
جلس النبي صلى الله عليه وسلم يوماً بين أصحابه فإذا برجل قد كبر سنه ورق
عظمه واحدودب ظهره حتى سقك حاجباه على عينيه
وأقبل يتوكأ على عصاه ، حتى وقف بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم نظر
الصحابه إليه، فإذا رجل قد أكلته السنين والأيام حتى صار هرماً فإذا به بين يدي
النبي عليه الصلاة والسلام قال :
” يارسول الله أرأيت رجلآ عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئا وهومع ذلك ماترك
حاجة ولا داجة إلى أتاها ( مافي معصيه ذاهبه او راجعه الى أتاها ).
لو قسمت خطيئته على أهل الأرض لوسعتهم ! يا رسول الله : فهل لذلك من
توبة ؟ هل ممكن لو تاب من الزنى وشرب الخمر ووقوعه في المعاصي فهل لذلك
من توبه ؟!
وجعل الرجل يتكئ على عصاه وقد احدودب ظهره، حتى كاد دقنه يلتصق بصدره وينتظر الجواب
: فرفع النبي صلى الله عليه وسلم بصره إليه وهو يعلم أن الله سبحانه وتعالى
قال : ( وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍۢ )
فقال عليه الصلاة والسلام : هل أسلمت ؟ أم أنك لاتزال على ذنب الشرك الذي
لايغفر ؟
قال : نعم
فقال عليه الصلاة والسلام : يغفر الله لك.
قال : يا رسول الله وغدراتي وفجراتي.
قال : وغدراتك وفجراتك.
قال أنس : فولى الرجل ظهره إلينا وجعل يقول : الله أكبر ، الله أكبر
، الله أكبر ، الله أكبر
قال : والله فما زلنا نسمع تكبيره حتى غاب عنا ! إنها رحمة الله تعالى.
القصة الثالثة:
كتب أحد التائبين للشيخ خالد الراشد قصة توبته ورجوعه إلى الله بعد ضياع ومعاناة إستمرت
لسنوات قال في سطوره وفي رسالته : لا أدري كيف أبدأ وكيف أعبر لك عن
قصة الرجوع، أنا شاب أبلغ اليوم من العمر ستة وعشرين عاماً، أنا أكبر إخوتي وأسرتي
فقيرة جداً، أما أصحابي فلا يصلون ولا يصومون، حياتنا بكل صراحة عبارة عن سهر وخمر
ومخدرات،
سبع سنوات على هذه الحال حتى مللنا من هذا الضياع، فبدأنا بطريق آخر من طرق
الضياع وبدأنا رحلة جديدة من رحلات الغفلة، اقترح أحدنا أن نسافر لبلاد الكفار بحثاً عن
المتعة والتغيير، ففعلنا وليتنا لم نفعل، هناك تعلمنا فنون الزنا والخنا والنصب والاحتيال، كنا نمكث
في سفراتنا
أشهراً طوالاً فإذا نفذت أموالنا اتصلنا على أهلنا ونحن في سكر شديد نطلب منهم أن
يمدوننا بالمال حتى نستطيع الرجوع، فإذا وصل المال مددنا فترة البقاء، وهكذا في كل مرة
كان أحدنا يتصل على أهله للكذب والاحتيال.
في مرة من المرات استأجرنا سيارة وذهبنا إلى أحد نوادي الضياع حيث الخمر والموسيقى والرقص
كالأنعام، بل حياة الأنعام أفضل من هذه الحياة، وبينما نحن جلوس نتبادل الحديث ونتبادل كؤوس
الخمر إذ قال أحد أصحابنا : سوف أذهب إلى مكان قريب وأرجع إليكم بسرعة.
فذهب وكان في حالة سكر شديد، مضت الساعات ولم يرجع، فخرجنا نبحث عنه وبعد بحث
وجدناه وقد سقط وهوى بسيارته من مكان مرتفع ومات على أشنع حال! بكينا وحزنا على
موته ورجعنا إلى ديارنا محملين بالأحزان، فما مضى شهران حتى عدنا إلى ما كنا عليه،
يا الله !
كم هي قاسية قلوبنا، لم أكن أملك مالاً ولا دخلاً شهرياً، بل كنت أحتال وتحمل
أهلي بسبب ذلك ديوناً كثيرة، بل كنت أقترض وأتحمل مصاريف السفر مع الأصحاب وأتحملها عنهم
مع أنهم كانوا أكثر مني مالاً وأحسن حالاً، وكنت أظن أن هذا من الكرم والجود
على الأصحاب والخلان.
تراكمت الديون علي وساءت الأحوال وبدأ يتخلى عني الأصحاب، أي أصحاب هؤلاء، أصبحوا يسافرون ولا
يخبروني بسفرهم وأنا الذي تحملت الديون من أجلهم، اكتشفت حينها أنهم أصحاب مصلحة وضياع قلت
أنا: اكتشاف متأخر! فصاحبت غيرهم ولم يكونوا بأحسن حال منهم،
جمعت أموالاً وسافرت أنا وإياهم مع ابن عم لي مع مجموعة من الأصحاب إلى بلد
آسيوي مشهور بالمجون وفساد الأخلاق، بعد يومين من وصولنا قال ابن عمي إنه سوف يرجع،
فلما
سألته عن السبب قال: لقد رأيت في المنام أن الناس في هذه البلاد يحترقون وقد
اشتعلت بهم النيران، وأتاني رجل شديد البياض فقال: ارجع قبل أن تحترق معهم،
فرجع ابن عمي ورجعت معه، فمكثت في البيت بلا مال وبلا أصحاب، وأصابني من الهم
والحزن والضيق ما الله به عليم.
في يوم من الأيام حانت ساعة الانتقال فجاءتني أمي باكية وقالت: لماذا لا تصلي؟! لماذا
لا ترجع إلى الله ؟! وأعطتني شريطاً وأقسمت علي أن أسمعه، ثم ذهبت وتركتني.
فبدأت أسمع الشريط فأحسست أني أنا المخاطب، كان الشريط يتكلم عن اللذين يغرقون في الذنوب
والمعاصي، كان الشريط يتكلم عن أثر الصحبة في الاستقامة وأثرهم في الضياع، أخذت أبكي وأبكي
وأبكي فقررت التوبة ومراجعة الحسابات.
يقول صاحب الرسالة : أتعرف يا شيخ من هو صاحب الشريط ؟ إنه أنت، وأنا
أحبك حباً شديداً، وكان اسم الشريط: أحوال الغارقين، ثم أعطتني أمي شريطاً آخر اسمه :
قوافل العائدين قلت أنا : اللهم اجعلنا خيراً مما يقولون وأحسن مما يظنون، وأغفر لنا
ما لا يعلمون يقول: ها أنذا أكتب
لك الرسالة وأنا أبكي بكاءً شديداً وأمي جالسة عندي تبكي معي وتدعو لك بالثبات حتى
الممات وهي فرحة جداً بتوبتي، يا شيخ ! إن قصتي أكبر وأعظم من هذا، ولكني
ذكرتها لك باختصار.
أما من أخباري الجديدة منذ أن بدأت الحياة الجديدة حياة التوبة والاستقامة، فأنا أنتقل من
خير إلى خير، ومن نور إلى نور، لقد حصلت على وظيفة وأنا الذي كنت عاطلاً
لسنوات، بل لست أملك شهادة كما يملك الغير، ولكنه فضل الله يؤتيه من يشاء.
وأزيدك خبراً من الأخبار ستفرح لي عندما أخبرك به : فزيادة على وظيفتي أنا الآن
مؤذن في بيت من بيوت الله، أصدح بالأذان وأردد في اليوم مرات ومرات: الله أكبر
ولا إله إلا الله، فادع لي بالثبات وإني والله لأدعو لأصحاب الماضي بالهداية والصلاح وأتمنى
أن يعتبر بقصتي أولو الأبصار.
قصص مؤثرة عن التوبة